الخدمات السحابية.. بوابة المستقبل الرقمي

إن تضخم حجم الملفات والبيانات لدى الشركات خلق حاجة ماسة لإيجاد مساحات أكبر للتخزين، متوفرة على مدار الساعة يمكن الوصول إليها من أي مكان، ومن هنا خرجت فكرة الحوسبة السحابية، والتي تتيح تخزين ومعالجة قواعد ضخمة من البيانات باستخدام أنظمة تشغيل متكاملة في أي وقت، عبر جهاز متصل بالإنترنت ومتصفح فقط، وبفضل هذه الخدمة التكنولوجية المتطورة، لم يعد المستخدم بحاجة إلى تخزين البيانات والبرامج على الحاسب الآلي الشخصي، ولم تعد الشركات مضطرة لإنشاء مراكز بيانات تقليدية بتكلفة مرتفعة.

يمكنكم التعرف أكثر على الحوسبة السحابية من خلال فيديو: ما هي الحوسبة السحابية؟

تتميز الخدمة السحابية بقدرتها على تعزيز الأمن والخصوصية فضلاً عن أنها تقدم ميزات تشغيلية وإنتاجية واضحة، إذ بات ضمان حفظ البيانات واستخدامها بطريقة آمنة ومتوافقة أسهل بكثير من خلال تخزين بيانات الأعمال في موقع خارجي وحيد، بدلاً من تخزينها في الخوادم المحلية أو على سطح المكتب، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على اختيار مزود عام للخدمة السحابية يتمتع بسمعة جيدة ويستخدم بروتوكولات أمنية منيعة لحماية بيانات زبائنه، مثل المصادقة متعددة الخطوات ومعيار التشفير المتقدم بحجم 256 بت.


تاريخ الحوسبة السحابية

ولدت فكرة الحوسبة السحابية عام 1960م على يد علماء مثل John McCarthy وJoseph  Carl، وكانت تقتصر على تجهيز المعاملات المالية وبيانات التعداد، وفي عام 1979 ظهر مصطلح الحوسبة السحابية، واستخدم لأول مرة من قبل أستاذ نظم المعلومات Chellappa Ramnath، أما التطور الفعلي للحوسبة السحابية فقد بدأ عام 1999، حين قدمت شركة Salesforce موقعها على الإنترنت لتقديم الطلبات إلكترونيا.

وفي عام 2002 أطلقت شركة أمازون سحابتها الأولى، تحت مسمى سحابة أمازون لخدمات الويب، ومنذ هذا التاريخ توسعت العديد من الشركات في تكنولوجيا الحوسبة السحابية مثل مايكروسوفت.

وفي عام 2022 حصلت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية على الاعتماد من شركة في إم وير (VMware) الرائدة في تقديم تقنيات الخدمات السحابية والحوسبة الافتراضية، لتصبح أول جهة حكومية مقدّمة للخدمات السحابية السيادية من "في إم وير" في المنطقة


أهم الخدمات السحابية

تتكون الخدمات السحابية من ثلاثة أنواع رئيسية: البرامج كخدمة (SaaS)، والنظام الأساسي كخدمة (PaaS)، والبنية التحتية كخدمة (IaaS). لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع فيما يتعلق بالسحابة، بل الأمر يتعلق في المقام الأول بالعثور على الحل المناسب الذي يدعم متطلبات العمل.

البرامج كخدمة (SaaS) هو نموذج لتسليم البرامج يستضيف موفري الخدمات السحابية من خلاله تطبيقات العملاء في موقعه. يصل العميل إلى تطبيقاته عبر الإنترنت. بدلاً من أن يدفع العميل لبنية الحوسبة السحابية الخاصة به وصيانتها، يستفيد من الاشتراك في الخدمات ويدفع حسب استخدامه.

ترى الكثير من الشركات أن حل البرامج كخدمة يعتبر الحل المثالي لأنه يمكنها من النهوض والعمل سريعًا باستخدام التقنية المتوفرة الأكثر ابتكاراً، تقلل التحديثات التلقائية العبء على الموارد الداخلية. يمكن للعملاء توسيع نطاق الخدمات من أجل دعم تقلب أحمال العمل، وإضافة المزيد من الخدمات أو المزايا التي يطورونها. توفر مجموعة السحابة الحديثة برامج كاملة لجميع احتياجات الأعمال مثل تجربة العميل، ومشتريات تخطيط موارد المؤسسات (ERP)، وإدارة حافظة مشروعات تخطيط موارد المؤسسات (ERP)، وسلسلة التوريد، والتخطيط المؤسسي.


بوابة التحول الرقمي

إن وجود خدمات حوسبة سحابية متطورة وذات كفاءة ومرونة وسعة عالية يساعد الجهات الحكومية على تحقيق التحول الرقمي الكامل، مما يؤثر إيجابياً على جودة وتنافسية وكفاءة الخدمات التي توفرها هذه الجهات الحكومية لمتعامليها، إن وجود خدمات سحابية متطورة يساهم في تعزيز ثقافة الابتكار لبناء خدمات ومنتجات رقمية تنافس عالمياً، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة في مجال تقنية المعلومات.


الشبكة الاتحادية

تعتبر الشبكة الاتحادية إحدى أهم ممكنات الخدمات السحابية، حيث وتندرج الشبكة الاتحادية ضمن مبادرات هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية التي تهدف إلى توفير بنية تحتية تقنية تعزز وتحسن تجربة المتعامل ضمن قطاع الحكومة الرقمية، وتوفر الشبكة الاتحادية العديد من الخدمات للجهات الحكومية، منها منصة البنية التحتية السحابية، وخدمة النسخ الاحتياطي، وخدمة التعافي من الكوارث، ومركز البيانات الافتراضي، والربط الشبكي الخاص، والربط الشبكي بالإنترنت، والربط الشبكي بين الجهات الحكومية، وخدمة الإنترنت الآمن وخدمة البريد الإلكتروني، وخدمات الاتصالات المستضافة.

تتمثل الأهداف الرئيسية لبرنامج الشبكة الرقمية الاتحادية في الربط وتأمين التكامل بين جميع الجهات الحكومية الاتحادية، وتوفير اتصال مستمر بطريقة فعالة وآمنة بين هذه الجهات، باستخدام بنية تحتية مشتركة ومن خلال تعزيز قنوات التواصل بين مختلف الجهات الاتحادية في دولة الإمارات باستخدام بنية تكنولوجية موحدة وآمنة، وتعمل الحوسبة السحابية على توفير موارد تقنية المعلومات عبر الإنترنت للجهات الحكومية، مثل خوادم ووحدات تخزين وقواعد بيانات وبرمجيات وأدوات تحليل وذكاء اصطناعي، وذلك بهدف جعل الوصول إلى تلك الخدمات أسهل وأسرع وأكثر ملاءمةً من الناحية الاقتصادية.


تحديات

كان تعدد مصادر البيانات واحداً من أهم التحديات التي تفرضها عملية الانتقال للحوسبة السحابية، ففي وقت سابق كانت الحوسبة السحابية تتكون من مراكز بيانات مستقلة ومرتبطة بالإنترنت من قنوات متعددة، ما يعني الكثير من المصادرة المحتملة للاختراق، إلا أن السحابة الرقمية الحكومية تعتمد مراكز بيانات محددة ومرتبطة بالإنترنت من قنوات معرفة، ومرتبطة بمجموعة من الضوابط الأمنية، وهو ما يترتب عليه توفير مستويات أعلى من اليقظة، كذلك يتزامن هذا الجهد مع إعداد الموارد البشرية عالية الكفاءة، ومتابعة حثيثة لأهم المستجدات في عالم الأمن السيبراني وأعمال القرصنة، والعمل على السيطرة على هذه المنظومة بشكل كامل.


وقد وضع الاتحاد الدولي للاتصالات إطاراً أمنياً للحوسبة السحابية، يمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط


الإمارات والخدمات السحابية

دولة الإمارات من الدول السباقة في تبني الخدمات السحابية في سبيل تطوير خدماتها، فكانت خطط حكومة الإمارات الرامية إلى الانتقال نحو السحابة، والتي لعبت دوراً جوهرياً في عملية التحول الرقمي، ودمج وتكامل تقنيات المستقبل، حيث تشكل الخدمات السحابية الركيزة الأساسية للعبور نحو تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات بلوك تشين وإنترنت الأشياء.

وتشهد الدولة طلباً قوياً على الخدمات التي تقدمها الحوسبة السحابية، ومنها تعلم الآلة وقواعد البيانات، وذلك في قطاعات مختلفة، بما فيها الخدمات المالية والضيافة والنفط والغاز وتجارة التجزئة وغيرها.

وفي هذا الشأن تعمل هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية على إطلاق المبادرات والاستراتيجيات والمشاريع الداعمة للخدمات السحابية، وذلك للتوافق مع الانتقال نحو البيئة السحابية بشكل كامل، وستساهم عملية الانتقال إلى السحابة في تعزيز أمن المعلومات والمرونة وخفض التكلفة والتخلص من الحد المالي المسبق، وبالانتقال من نموذج النفقات الرأسمالية إلى نموذج التشغيل المباشر.

إن الاستفادة من الخدمات السحابية، هو أمر مهم للتحول الرقمي، حيث يدعم جهود الجهات في مجال الابتكار، من خلال سرعة إطلاق الخدمات التقنية المبتكرة، واللحاق بموعد التسليم، دون الحاجة لإضاعة الوقت مع خدمات لوجستية أو أجهزة وعتاد، أو مساحات تخزين واستضافة، كما تسهم الشبكة في خفض النفقات الحكومية عموماً، من خلال مبدأ «وفورات الحجم»، حيث تقل تكلفة الوحدة، بزيادة إجمالي الوحدات المستهلكة، وذلك عن طريق دمج العمليات الحكومية المشتركة، وتشغيلها من خلال منصة واحدة.

وقد قامت الهيئة بوضع أطر وضوابط لتنظيم أمن البيانات في البيئة السحابية، وإنشاء منظومة متكاملة لدعم اعتماد الشركات ومزودي الخدمات السحابية، كما قامت بإطلاق حملات وندوات وبرامج توعويه في مجال الأمن السيبراني، المترتب على استخدام الخدمات السحابية.

وبدورها تسهل الشبكة الإلكترونية الاتحادية وصول الجهات الحكومية إلى مجموعة من الخدمات السحابية الجاهزة للاستخدام، على سبيل المثال، توفر خدمة البنية التحتية السحابية موارد حوسبة وتخزين جاهزة وقابلة للنمو حسب الحاجة.


تدرا المزود الحكومي الأول للخدمات السحابية في المنطقة

وكانت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية قد حصلت على الاعتماد من شركة في إم وير (VMware) الرائدة في تقديم تقنيات الخدمات السحابية والحوسبة الافتراضية، لتصبح أول جهة حكومية مقدّمة للخدمات السحابية السيادية من "في إم وير" في المنطقة، وتتميز السحابة السيادية بأنها مصممة ومبنية على أسس أمنية متطورة، تتوافق مع قانون حماية البيانات، وتتماشى مع المتطلبات الصارمة في القطاعات التنظيمية بشأن خصوصية البيانات والحصول عليها والتحكم بها.

فيديو: تدرا أول جهة حكومية مقدمة للخدمات السحابية السيادية في المنطقة.

وجاء حصول الهيئة على هذا الاعتماد كثمرة لمسيرة من العمل الدؤوب تمكنت خلالها من تلبية عدد من المعايير مثل تكامل البيانات وأمنها واستقلاليتها والقدرة على تحليلها والابتكار في استخدامها، وينسجم هذا الاعتماد مع الجهود الحثيثة التي بذلتها هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في مجال التحول الرقمي وتمكين الجهات الحكومية من استخدام بيئة سحابية حكومية ذات كفاءة عالية.

وتقوم الهيئة بجهودها في هذا السياق ضمن اختصاصها كممكّن للتحول الرقمي على المستوى الاتحادي بالإضافة لدورها كمنظّم لقطاع الاتصالات. وفي سياق دورها التمكيني، توفّر الهيئة شبكة رقمية متطورة هي الشبكة الرقمية الاتحادية (FedNet)، كما توفر مجموعة من الخدمات السحابية، وسوقاً افتراضية للخدمات الرقمية التي تحتاجها الجهات الحكومية في تطوير حلولها الرقمية.


روابط ذات صلة:

-       هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية تعقد ورشة حول الخدمات السحابية على الشبكة الرقمية الاتحادية

-       هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية تحصل على الاعتماد كأول جهة حكومية مقدمة للخدمات السحابية السيادية في المنطقة

-       أكاديمية هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الافتراضية تطلق برنامج تطوير قدرات رواد الأعمال الإماراتيين في مجال الحوسبة السحابية

-       هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية ترحب بقرار أمازون ويب سيرفيسز إقامة مراكز بيانات في دولة الإمارات

-       هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية تشارك في ملتقى إطلاق مركز البيانات السحابية الإقليمي - أوراكل


المصادر:

-        هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية

-        موقع أوراكل

-        موقع أمازون ويب

 

التاريخ

Created

07/12/2022

آخر تعديل :

23/06/2022 08:51

وقت التحميل:

--

عدد الزوار:

62,749

logo