05/12/2023
دولة الإمارات: 5 ديسمبر 2023
شهد اليوم الأول من المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC23 المنعقد في دبي حالياً اختيار المهندس محمد الرمسي رئيساً للمؤتمر، في خطوة تعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات، ولا سيما في قطاع الاتصالات الذي يعد المحرك الأبرز للتطور في مختلف المجالات الراهنة، كما تعكس هذه الخطوة كفاءة وقدرة أبناء الإمارات في إدارة وترؤس أكبر المنصات والفعاليات الدولية.
ويأتي هذا الاختيار تتويجاً لقرار اتخذه المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في دورته السابقة بشرم الشيخ – جمهورية مصر العربية عام 2019 بالموافقة على استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر الذي يعد من أهم المؤتمرات العالمية في قطاع الاتصالات عموماً، والاتصالات الراديوية على وجه الخصوص. كما وافق المؤتمر آنذاك على اعتبار سعادة محمد الرمسي مرشحاً لرئاسة الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر التي تنعقد هذه الأيام في الدولة.
خطة منسقة
وبعد فوز الدولة باستضافة المؤتمر في 2019، أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية خطة وطنية منسّقة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة تقوم على محورين: المحور الأول يتمثل في ضمان الاستعدادات التامة لاستضافة الحدث وفق أعلى المعايير التي تليق بسمعة الدولة وتاريخها الحافل باستضافة المؤتمرات العالمية الكبرى، وبما يؤمن تسهيل مهمة مندوبي دول العالم بما يقرب من 4500 مندوب يمثلون 193 بلداً أثناء وجودهم طيلة فترة انعقاد المؤتمر التي تستمر لأربعة أسابيع كاملة.
والمحور الثاني يتعلق باستعدادات سعادة المهندس محمد الرمسي، بصفته مرشحاً لرئاسة المؤتمر لتحقيق النجاح في تلك المهمة الاستراتيجية. وتضمن هذا المحور قائمة من الجهود واللقاءات العالمية لضمان نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه بالوصول إلى التحديثات الملائمة على لوائح الراديو. وقد تطلّب ذلك القيام بعدد من الجولات على المجموعات التي تمثل الأقاليم العالمية المنضوية تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث خاض الرمسي جلسات عديدة من التفاوض والحوار وتقريب وجهات النظر ومد جسور التفاهم بين الدول والمجموعات الإقليمية لبناء التفاهمات والتوافقات التي من المفترض أن تفضي إلى قرارات ناجحة في مجال الترددات الراديوية وغيرها من المسائل ذات الصلة خلال جلسات المؤتمر الحالي.
تاريخ حافل
وجاء ترشيح الرمسي لرئاسة المؤتمر انطلاقاً من تاريخه الحافل بالمهمات والمسؤوليات في قطاع الاتصالات، حيث يمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة في مجالات مثل هندسة الشبكات، والبنية التحتية والمعايير، وتخطيط الشبكة المركزية، وإدارة الشؤون التنظيمية وصولاً إلى منصبه الحالي كنائب مدير عام لقطاع الاتصالات بالهيئة.
وفضلاً عن خبراته العميقة في مجال الاتصالات، فإن الرمسي يتمتع بشخصية متوازنة مكّنته خلال مسيرته المهنية من تحقيق نجاحات لافتة، وألهمته في جولاته العالمية على الأقاليم بأن يكون عنصر توافق في العناوين التي تشكل نقاط خلاف بين الدول، واستطاع بحنكته أن يحقق اختراقات مهمة في هذا المجال وصولاً إلى بعض القرارات التي تعدّ سابقة في مسيرة الاتحاد خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في ضوء الظروف الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
ويعد المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية واحداً من أهم المؤتمرات المنضوية تحت الاتحاد الدولي للاتصالات، إذ ينعقد كل أربع سنوات بهدف تحديث لوائح الراديو، الاتفاقية الدولية التي تنظم الترددات الراديوية في العالم. وتمثل كل دورة من دورات المؤتمر تدشيناً لمرحلة جديدة تؤثر على ما بعدها من منتجات وخطط واستراتيجيات في المجالات التقنية ومجالات التحول الرقمي.
مكانة رفيعة
وعلّق الرمسي على اختياره رئيساً للمؤتمر بالقول: "لقد كانت موافقة المؤتمر على ترشيح شخصية إماراتية لرئاسة أحد أهم المؤتمرات وأكثرها تأثيراً في قطاع الاتصالات العالمي بمثابة ترجمة لما تتمتع به دولتنا من مكانة عالمية رفيعة. واليوم تتعزز هذه المكانة من خلال سرعة اتخاذ القرار باعتماد هذا الخيار في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وأنا اليوم أشعر بمسؤولية كبرى يمليها عليّ واجبي كإماراتي تجاه وطني أولاً، وتجاه المسؤوليات العالمية التي تترتب على وجودي في هذا الموقع."
وأضاف الرمسي: "إنني أستمد ثقتي بالنجاح في هذه المهمة من الدعم الكبير الذي حظيت به، ويحظى به كل فرد من أبناء هذا الوطن المعطاء، وهو ما جعل أبناء الإمارات يثبتون حضورهم بجدارة فائقة في كافة المناسبات والمحافل العالمية التي مثلوا فيها بلادهم. واليوم أؤكد أن هذا الاختيار يمدني بحافز كبير لكي أبذل كل جهد مستطاع من أجل خدمة الرسالة العالمية لدولة الإمارات، والمتمثلة في رؤية نحن الإمارات 2031 ومحورها الذي يجعل من دولتنا داعماً رئيساً للتعاون الدولي وعنصراً فاعلاً في تحقيق الأهداف التنموية الأممية لخدمة الإنسان في كل مكان."
وينعقد المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة من 20 نوفمبر إلى 15 ديسمبر، بمشاركة نحو 4500 مسؤول حكومي من 193 دولة وحوالي 900 منظمة دولية وجامعة وشركة من مختلف أنحاء العالم. ويشهد المؤتمر جلسات متعددة ومتنوعة تهدف للوصول إلى توافقات عالمية حول الاتصالات اللاسلكية وتردداتها مما ينعكس على القطاعات كافة كالتصنيع والفضاء والصحة والتعليم والنقل والمواصلات.
وتكتسب هذه الدورة من المؤتمر أهمية استثنائية في ضوء المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم، وخصوصاً في مجال التقنيات الجذرية والناشئة التي فرضت نفسها كعامل حاسم في تشكيل معالم المستقبل الرقمي ومستقبل المدن الذكية. وتعتمد الكثير من الخطط الصناعية في مجال منتجات الاتصالات والتكنولوجيا على مخرجات المؤتمر من حيث اللوائح المعتمدة عالمياً للترددات اللاسلكية.
وباستضافة هذه الدورة تكون دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي استضافت وترأست كافة المؤتمرات والفعاليات المنضوية تحت الاتحاد الدولي للاتصالات، علماً بأن هذه هي المرة الثانية التي تترأس فيها دولة الإمارات المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية، وكانت المرة الأولى في عام 2012.
آخر تعديل :
06/12/2023 14:28
وقت التحميل:
--
عدد الزوار:
62,750