دشنت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، مرحلة الإصدار السادس من برتوكول الأنترنت (IPV6)، للمرة الأولى في الدولة، وذلك خلال استضافتها لاجتماع الشبكة الأوروبية لبروتوكولات الإنترنت "رايب 75"،  الذي بدأ فعالياته في دبي اليوم الأحد الموافق 22 أكتوبر 2017،  بمشاركة نحو 500 مندوبا من دول العالم، لمناقشة القضايا التي تهم مجتمع الأنترنت وسبل الإيفاء بمتطلبات المرحلة من بروتوكولات الأنترنت في ظل التوجه العالمي والاستراتيجي للدولة في التحول الذكي، والانتقال إلى الاقتصاد المعرفي، و عصر البيانات الضخمة، وانترنت الأشياء، والتجارة الالكترونية، أو ما يعرف بالانتقال للمستقبل.

ويندرج الاجتماع الذي انطلق في فندق كونراد دبي، ويستمر على مدار خمسة أيام، ضمن توجهات الهيئة في الشراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتبادل الخبرات مع الشركاء،  خصوصا أن الإمارات تستضيف المكتب الوحيد لمنظمة رايب في العالم خارج المنطقة الأوروبية والذي يوجد في مدينة لاهاي الهولندية، كما يعتبر الاجتماع فرصة هامة لإيجاد فرص لدعم البنية التحتية المتكاملة وتعزيز ريادة الدولة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في ظل الحاجة إلى اتصال قوي يخدم متطلبات التحول الذكي على المستوى العالمي. 

ويعقد الاجتماع بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية واسعة من نخبة الأسماء الرائدة التي تمثل قطاع الاتصالات والمعلومات وأهمها شركة "جوجل" و"مايكروسوفت" و"امازون" و"ابل" و"فيسبوك" و"لنكدن" و"نوكيا" و"داتش تيليكوم و"نتفلكس" و"أورانج" و"عمانتل"  و"اوجيرو"،  و"فيفا" ، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"  و"اتصالات"، فضلا عن الجهات الحكومية الأخرى.

وأشار سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، خلال كلمته في الاجتماع، إلى أنه جرى لأول مرة التطبيق الفعلي للإصدار السادس من بروتوكول الأنترنت (IPV6)، مشيراً إلى أهمية هذا التوسع، ودور "رايب" في دعم الجهود التي تتيح توسيع آفاق الإنترنت في الدول الواقعة تحت مظلة "رايب". وسلط سعادته الضوء على العديد من المبادرات الإماراتية التي تشير إلى حجم الاعتماد على الإنترنت في المستقبل، والتي كان آخرها إطلاق القيادة الرشيدة استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي تعتبر ركيزة لتحقيق رؤية الدولة 2021، ما يزيد من دوافعنا إلى تلبية الحاجة المتزايدة من بروتوكولات الأنترنت لخدمة الأهداف الاستراتيجية واستمرار التنمية المستدامة. 

وقال المنصوري: " أن الاجتماع منصة رئيسية لتبادل الآراء وتعزيز الرؤى حول الحلول التقنية للإيفاء بالمتطلبات العصرية، مثمنا جهود منظمة "رايب" في دعم دول المنطقة بالبروتوكولات الجديدة تحقيقا لاستمرارية النمو المستدام، مبينا أن توجه الدولة للتحول الذكي، وانترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، يعزز حاجتها إلى المزيد من بروتوكولات الأنترنت، لاستيعاب تبادل البيانات بين ملايين الأجهزة، واستمرار عملية التنمية المستدامة، خصوصا في ظل تداخل التكنولوجيا مع الاقتصاد بوصفها أحد اساسيات الاقتصاد المعرفي، مشيرا إلى أن تأمين البروتوكولات الضرورية لاستمرارية تدفق المعلومات يحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في زيادة فرص الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير والسعي إلى توفير النفاذ الشامل والميسور إلى الأنترنت".

ووقعت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات على هامش اليوم الأول للاجتماع، مذكرة تفاهم مع "منظمة رايب إن سي سي"، تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات بين القطاعات المختلفة لتطوير الانترنت، بما يضمن الارتقاء بكفاءة العمليات التشغيلية لشبكات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط. وتستهدف تنظيم سلسلة من المؤتمرات والاجتماعات والبرامج التدريبية والحملات التوعوية والترويجية حول "الإصدار السادس لعناوين بروتوكول الإنترنت" (IPv6).

ووفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعها كلا من سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، والسيد آكسل بولك المدير التنفيذي لمنظمة رايب،  سيتم البدء في الترويج لـ "رايب أطلس" (RIPE Atlas)، منصة قياس الإنترنت العالمي المطورة، بغية توفير أدوات أكثر فعالية لتحليل أداء شبكات الإنترنت والبيانات لمجتمعات الإنترنت المحلية والإقليمية والدولية، فضلا عن التعريف "بمبادرة رايب للتعاون الأكاديمي" (RACI) التي تعتبر جسراً لتعزيز التواصل بين الطلبة والباحثين ومجتمع رايب والمجتمع الدولي عبر الاجتماعات والمؤتمرات والأنشطة التفاعلية، إضافة إلى التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث في دولة الإمارات، لإطلاع الطلبة والباحثين على أحدث الابتكارات والتطورات ذات الصلة بشبكة الإنترنت.

ويعتبر اجتماع "رايب 75" ملتقى دولي رائد يضم نخبة العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأبرز مزودي ومشغلي شبكات الإنترنت، للمشاركة في مناقشات موسعة حول الانترنت والسياسات الفاعلة المطبقة من قبل "منظمة رايب إن سي سي" (RIPE NCC) لتخصيص موارد ارقام الإنترنت. في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تجاوبا مع الحاجة إلى اتصال قوي وفعال لخدمة متطلبات المرحلة. 

ويعتبر الاجتماع منصة لتبادل الآراء والأفكار، حول الفرص والتحديات التي تواجه قطاع الأنترنت في العالم، وإيجاد حلول واقعية لها، في ظل تداخلها مع كافة مستويات الحياة البشرية، فضلا عن إجراءات الأمن السيبراني لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء الاستخدام واستغلال المعلومات عبر الأنترنت، في ظل استخدام الشبكة من ملايين الأفراد، والمؤسسات، وظهور العناصر الاجرامية التي تستغل إمكاناتها لتحقيق مكاسب غير مشروعة من خلال الابتزاز واستغلال البيانات وغيرها.

ويسعى الاجتماع إلى رفد المنظمة وأعضاءها بالحلول الناجعة، لنجاح عمليات التنمية، والتحول الذكي، والانتقال إلى الاقتصاد المعرفي، وما يشمله ذلك من إحاطة بكل نواحي الحياة البشرية، خصوصا انترنت الأشياء، والتسويق الالكتروني، فضلا عن أمن المعلومات والمستخدمين، وضرورة ممارسة الأعمال في فضاء آمن.

ويعتبر المؤتمر ذا أهمية كبيرة في ظل الاعتماد الواسع على شبكة الانترنت في الأعمال، والتي باتت ركيزة للعملية الاقتصادية في المنطقة والعالم، ما يطرح تحديات جديدة لابد من مواجهتها من خلال التنسيق المستمر مع الشركاء، فتكنولوجيا المعلومات باتت أساسا لنمو الاقتصاد العصري في ظل المفاهيم الجديدة من الاقتصاد المعرفي والتجارة الإلكترونية، وغيرها.