تتواصل اليوم فعاليات اليوم الثاني من منتدى التعلم الذكي الذي تستضيفه الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بالتعاون مع كل من الاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ووزارة التربية والتعليم، وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي. ويترافق هذا المنتدى مع معرض ذكي تشارك فيه مجموعة من الشركات الرائدة في مجال تقديم الحلول الذكية وهي وشركة "مايكروسوفت"، و"أل. جي"، و"إنتل"، و"بيزتك للحلول"، وهيوليت باكارد"، و"باسكو".

 

وفي هذا السياق تحدث الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا من خلال ورقة العمل التي شارك بها عن المؤسسات التعليمية والأكاديمية والإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل إعداد الطلاب للتعامل مع التغيرات التقنية والابتكارات في هذا المجال. وفيما يخص الآلية المتبعة على هذا الصعيد أكد الدكتور أن هذا يتم من خلال زيادة اهتمام الطلاب بالابتكار في قطاع التكنولوجيا وتشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والمعارض وورش العمل المعدة لهذا الغرض في مختلف القطاعات. كما أن تشجيع الطلاب على استخدام الأدوات التكنولوجية المبتكرة في النشاطات الصفية وكذلك العمل الجماعي بين الطلاب. وأشار الدكتور خلال العرض التقديمي إلى أهمية إجراءات الاختبارات من خلال أجهزة الكمبيوتر والأجهزة النقالة، وكذلك الاستفادة من التقنيات الحديثة في التعليم عن بعد.

 

وفي تصريح له ، قال سعادة محمد غياث، مدير عام برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي: " تلعب الأنظمة التعليمية المتكاملة دوراً رائداً في تطوير المدن الذكية وتحظى مسألة تبادل الخبرات بأهمية كبيرة لتحقيق الإنجازات في مجال التعلم الذكي. ويعمل برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي كإطار عمل للأساليب التعليمية الإبداعية، وتحظى مثل هذه الفعاليات بأهمية كبيرة لتسليط الضوء على المبادرات والفرص المتنوعة بهدف مواصلة مسيرة الارتقاء بقطاع التعليم. ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز البرامج الإبداعية وتشجيع المزيد من الجهات على الاستفادة من مفهوم التعلم الذكي".

 

وتضمن جدول أعمال اليوم جلسة نقاش بعنوان الاستراتيجيات الوطنية للتعلم الذكي في المنطقة العربية أدارها الدكتور سعيد الظاهري، مستشار نظم المعلومات في وزارة الخارجية وضمت مجموعة من المتحدثين الذين يمثلون الشركات المشاركة في المعرض وهم ، والدكتور كنشوك، عمدي مساعد في كلية العلوم والتكنولوجيا، جامعة أثاباسكا، كندا، والسيد ماريو فرانكو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة Millennium@EDU، والدكتور سابين هوبر أخصائية تعليم عالمي في شركة إنتل، والمهندس كمال صديق، من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر، والدكتور طه خضرو، قائد فريق الشرق الأوسط في شركة "بي. دبليو. سي" والسيد وليد آل علي، مستشار التطوير في برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي.

 

وقد تحدث ماريو فرانكو حول الفوائد والتكلفة العملية الخاصة بتوفير بيئة صفية ذكية، وكيفية اختيار الأجهزة الذكية المناسبة من خلال مقاربة تحليلية موضوعية للتكلفة والتي تم عرضها ضمن جناح شركة Millennium@EDU. وتهدف هذه الحلول إلى التركيز على كافة الأطراف المعنية بدءا من صناع القرار، وكذلك المدرسون والطلاب وخبراء التقنية، نظرا لكون التعليم الذكي عملية متكاملة داخل وخارج المدرسة. وتطرقت الدراسة أيضا إلى الفوائد على المدى الطويل وكذلك التكلفة المطلوبة وكيفية إيجاد التوازن بينهما، والتركيز على البنية التحتية الصفية بما فيها الاتصال بالإنترنت، وتوفير مصادر الطاقة والطاقة البديلة.

ومن خلال مجموعة الحلول التي قدمتها شركة إنتل للتعليم المشاركة في المعرض، تحدثت الدكتورة سابين هوبر حول تجربة التعلم الذكي وكيفية إحداث التغيير باعتباره عملية يجب أن تتم بشكل تدريجي من خلال تحديد الأهداف بالدرجة الأولى، وعن أهمية وجود رؤية وطنية واضحة لتطبيق استراتيجيات التحول الذكي بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية. وتطرقت الدكتور إلى موضع ثقافة المدرسة وتأثير التحول الذكي على المستوى الاجتماعي، وكيفية فهم عملية التقييم بشكل صحيح من خلال تركيزها بشكل رئيسي على التحديات التي تعترض تبني استراتيجيات التحول الذكي. وأشارت هوبر إلى أن امتلاك المقومات جميعها لا يعني البدء بوضعها جميعا بشكل فوري، بل يجب أن يكون الانتقال تدريجيا مع إضافة بعد جديد في كل مرحلة وذلك لضمان فهم واستيعاب متبادل من قبل جميع الأطراف.

 

وتحدث الدكتور طه خضرو عن أهمية إشراك الطلاب في استراتيجيات التعلم الذكي نظرا لتوفر كافة الممكنات التي تتيح لهم الاستفادة الفورية مما تعلموه وربطها بالواقع العملي وكذلك برسم مستقبل حياتهم المهنية، وأشار إلى أن 40 % من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات يستخدمون فيس بوك بالإضافة إلى 4.3 مليون على يوتيوب وهذا يبرز الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في توفير تجربة تعلم جديدة.

بدوره سلط وليد آل علي، مستشار التطوير المؤسسي في برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي على كيفية التي قام بها البرنامج بتطوير  خطته الاستراتيجية من خلال دراسة شاملة لمختلف النواحي بما فيها أفضل الممارسات العالمية والواقع المحلي، والاستفادة من الدراسات الأكاديمية في هذا المجال، والقيام زيارات ميدانية تتضمن لقاءات مع المعنيين بسير العملية التربوية والتعليمية وأخذ ما يتناسب مع واقع الدولة ومن ثم العمل مع الأطراف المعنية بهذا الشأن على المستوى الوطني.

 

لقد اعتمد البرنامج  ثلاث مسارات استراتيجية تشكل بمجموعها خطة عمل متكاملة أساسها المسار التعليمي الذي يقوم على وضع الرؤية والأهداف، التي تخدم سير العملية التعليمية والأطراف المعنية بتنفيذها من مدراء، ومدرسين، ومناهج وتقييم وغيرها من العوامل الموضوعية الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

 

ويتضمن المسار الثاني السياق التطويري والتنفيذي بدءا من مراحل وآلية التنفيذ والمدة الزمنية وموضوع الاستدامة ، والميزانية، والشراكات الاسراتيجية مع المؤسسات مع التركيز بالدرجة الأولى على الأطراف المعنية بما فيها الهيئة والوزارة ومكتب رئاسة مجلس الوزراء، والبنية التنظيمية التي تتكفل بتحقيق أهداف البرنامج. زيركز المار الثالث على العوامل الرئيسية لإحداث التغيير الذي يطمح إليه البرنامج وتحديد ماهيته، وهو يتمحور حول كون البرنامج برنامجا تعليميا وطنيا شاملا يتطلب وليس مجرد تطبيق تقني بحت، إذ تقوم كل خطوة فيه على دراسة عملية واقعية نظرا لكونه جهدا مشتركا وتنسيقا بين عدة أطراف حكومية ويجب أن يكون على مراحل عدة. يقوم البرنامج بشكل رئيسي على الطالب مع مراعاة ثلاثة عوامل هي المدرسة والبيت والبنية التحتية التي تثري هذه العملية وتوفر سبل التكامل والتعاون.

 

وقد أكد المشاركون في هذه الجلسات على أن التعليم الذكي لم يعدا خيارا بل هو الطريقة المثلى لتعليم جيل القرن الواحد والعشرين الذي يتميز بمهارات معينة ويعيش عصر البيانات الضخمة والإمكانيات التحليلية، وعلى أن تقنية المعلومات والاتصالات ليس غاية وإنما هي ممكن يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في عملية التعلم الذكي.

 

هذا وتتواصل فعاليات المنتدى ليوم غد بجلسة صباحية خاصة ببرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، يلي ذلك تنظيم زيارة لجميع الضيوف إلى مدرسة أم سقيم بهدف اطلاع المشاركين على تجربة عملية عن واقع التعليم الذكي في الدولة.